- أحاديث رمضان
- /
- ٠07رمضان 1421 هـ - دراسات قرآنية
جسم الإنسان كون بأكمله :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أيها الأخوة الكرام ؛ يوجد بحياتنا أشياء بسيطة ، لا تحتاج إلى التعليمات ، ولا إلى طريقة الاستعمال ، ولا إلى صيانة ، كإنسان يشتري قارورة ماء يشربها فلا يوجد شيء آخر ، كيف تشرب في أي وقت . . هذا الأمر لا يحتاج إلى تعليمات تشغيل ، أما مكواة مثلاً فيها بخار وماء ، ولكل نوع من القماش يوجد درجة حرارة ، فإن لم تقرأ التعليمات أحرقت كل ثيابك ، المكواة مختلفة عن الملقط ، سنقول أن المكواة معقدة ، ليس تعقيد عجز بل تعقيد إعجاز ، قديماً كانوا يضعون الفحم في المكواة ويكوون بها ، الآن نوع القماش ، يوجد قماش نوع طبيعي ، كالحرير الطبيعي ، والحرير الصناعي ، يوجد خيط تركيبي ، يوجد صوف ، قطن ، كل نوع من القماش له حرارة معينة ، سنقول أن هذه المكواة من أجل أن تريحك ، وهي آلة معقدة ، وتحتاج إلى قراءة التعليمات ثم أن يشغلها ، سننتقل إلى مستوى أعلى ، الآلة المعقدة جداً جداً ، كجهاز كمبيوتري تحليلي تضع فيه نقطة دم فيعطيك سبعة وعشرين تحليلاً في ثانية واحدة ، لكن هذا الجهاز أولاً غالٍ جداً ومعقد جداً ، ويمكن استعماله ، والله عندي بعض الأدوات الكهربائية البسيطة ، كتيب استعمالها أكثر من مئتي صفحة ، فكلما قدم لك شيء خدمات أكبر يكون معقداً تعقيد إعجاز ، ليس تعقيد عجز ، هذا الشيء المعقد يحتاج إلى تعليمات ، أول حقيقة هي أن الإنسان أعقد آلة على وجه الكون ، يوجد جسم ، ويوجد حواس ، ويوجد أعضاء ، ويوجد أجهزة ، يوجد في العين مئة وثلاثون مليون عصية ، ولها ضغطها ، لأن فيها ماء ، وهذا الماء يجب أن يبدل ، فلابد من صنبور ، ولابد من فتحة ، وعندما تغلق هذه الفتحة يرتفع الضغط ، ويفقد الإنسان بصره ، أحياناً أول عمل يقوم به طبيب العيون هو قياس ضغط العين ، ضغط الماء في العين ، قد تأتي خثرة بروتينية تغلق الفتحة ، فيرتفع الضغط ، يوجد طبيب درس سبع سنوات في الشام ، وسبع سنوات في أميركا يفهم بتركيب العين ، مؤتمر يعقد كل عام بأمريكا حول القلب ، شيء لا يصدق، مئات العلماء ، تجد مئات البحوث وأشياء معقدة جداً لنفهم عضلة القلب ، وكل عام يوجد اكتشافات جديدة ، هذا جسم الإنسان ، ويوجد أيضاً أعصابه ، وقلبه ، وشرايينه ، وكبده الذي له خمسة آلاف وظيفة ، المعدة التي لا تهضم نفسها ، العظام كيف تتبدل باستمرار ، أي أن جسم الإنسان كون بأكمله ، ونفسه أعقد .
لا معنى لوجود الإنسان من دون منهج يسير عليه :
النفس لا تزال سراً ، متى ترتاح ؟ متى تتعب ؟ متى تشقى ؟ يوجد نفس وجسم وروح ، فالإنسان أعقد آلة على الإطلاق ، الآن يتحركون يوجد شهوات ، هذه الطاولة اتركها مئة ألف سنة لا تتحرك ، لا تشتهي ولا تخاف ، ولا يؤثر عليها إغراء ولا ضغط ، خشب !!
أما الإنسان عنده شهوة الطعام والشراب منوعة جداً ، شهوة الجنس ، شهوة العلو في الأرض ، يوجد شهوات ودوافع وميول ، يوجد مبادئ ، يوجد قيم ، يوجد مفاهيم ، أعقد كائن في الوجود ، هذا الكائن له تعليمات التشغيل والصيانة ، إنها القرآن .
الآن سنأتي بالمثل التالي ، آلة معقدة جداً استوردناها ، إذا استخدمناها كل يوم ، دخلها يومياً مئة ألف ، لكن لم يبعثوا لنا التعليمات ، التعليمات أهم منها ، وإن استخدمتها من دون تعليمات أعطبتها ، وإن خفت عليها ولم تستعملها جمَّدت ثمنها ، في هذه الحالة التعليمات أهم من الآلة ، هذا المعنى جاء في أول السورة ، قال تعالى :
﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴾
بدأ بتعليم القرآن ، وثنى بخلق الإنسان ، التركيب المنطقي يخلق ثم يعلم ، هنا يعلم ثم يخلق ، فالترتيب هنا ترتيب رتبي لا ترتيب زمني ، أي لا معنى لوجود الإنسان من دون منهج يسير عليه ، هذا أولاً .﴿ عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ* عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾
بالبيان تعبر عن أفكارك وعواطفك ، وبالبيان تتعلم الأفكار والمشاعر ، أداة اتصال ، تصور بلداً لا لغة فيه ، وأراد حاكمها أن يمنع التجول ، وتعدادها تسعة عشر مليوناً ، ماذا يفعل؟ يحتاج إلى تسعة عشر مليون شرطي يدفع كل مواطن إلى بيته ، يسمع بلاغاً في الإذاعة خمس كلمات : يمنع التجول من الساعة كذا إلى الساعة كذا ، لا يوجد أحد في الطرقات ، أرقى أنواع الاتصال هو الاتصال اللغوي ، ذات مرة طفل في سفر مع أهله بكى بكاءً لا يحتمل ، ما استطاعوا أن يفهموا ما به ، أطعموه وشرَّبوه ، ثم بعد ذلك وجدوا دبوساً داخل جسده ، لا يستطيع أن يعبر ، لا يحسن التعبير ، أكبر نعمة من نعم الله البيان ، تقول أنا جائع ، متضايق ، أحس بالحر ، أشعر بالمغص ، الله علم الإنسان البيان وهذا من أرقى العطاءات .أعظم تكامل في الحياة تكامل العقل مع الكون :
شيء ثانٍ أعظم تكامل في الحياة تكامل العقل مع الكون ، للكون قوانين ، وفي رأسك عقل له مبادئ ، مبادئ العقل متوافقة مع مبادئ الكون ، في الكون لا شيء بلا سبب ، وعقلك لا يفهم شيئاً بلا سبب ، في الكون كل شيء له غاية ، وعقلك لا يفهم شيئاً بلا غاية ، في الكون ليس هناك تنافس ، وعقلك لا يقبل التنافس ، الذي خلق الكون خلق العقل ، مبادئ العقل ، أنت لاحظ نفسك ، ترفض قبول فكرة غير منطقية ، لاحظ قفل بيته وسافر ، رجع فوجد ضوءً في الداخل ، يضطرب اضطراباً شديداً ، يقال لك أطفئه ، كيف أطفئه ؟ من دخل إلى البيت ؟ لا يقبل أن المصباح يتألق لوحده ، هذا هو العقل ، أنت لا تنتبه لنفسك ، كل حركاتك اليومية مبنية على المنطق في تعاملك ، هذه قبل هذه ، هذه لها سبب ، هذه لها غاية ، فربنا قال :
﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾
أعطاك ميزان ، أعطاك ثلاثة موازين ، والآية تعني الموازين الثلاثة ، أعطاك ميزاناً عقلياً ، وأعطاك ميزاناً فطرياً انفعالياً ، وأعطاك ميزاناً تشريعياً ، فالعقل أحياناً يقبل ويرفض ، والفطرة ترتاح ولا ترتاح ، والشرع يأمر وينهى ، في النهاية ما جاء به الشرع يقبله العقل وترتاح له الفطرة ، وما لم يأتِ به الشرع يرفضه العقل السليم وترفضه الفطرة ، يوجد عندك ميزان عقلي ، وميزان جِبلِّي ، ويوجد ميزان على الميزانين هو الشرع ، العقل قد يضل ، والفطرة قد تنطمس لكن الشرع هو الحق المطلق ، لأنه من عند الله عز وجل ، قال :﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا ﴾
يوجد كون :﴿ وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾
أعطاك عقلاً وفطرة ، ويوجد شرع ، يتوافقان معاً ، أي مثلاً الله أمر الإنسان بالعفة قبل الزواج ، وجعل غشاء ، فالغشاء ليس له أي فائدة فيزيولوجية ، فائدته اجتماعية ، تشتري شيئاً جديداً مختوماً ، عليه الجلاتين ، مختوم ، أي لم يستعمله أحد قبلك ، أنت أول إنسان ، لا أحد يشتري شيئاً غير مختوم ، يقول لك : ربما يكون مستعملاً . فيوجد توافق بين الشرع وبين الخلق :﴿ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴾
التوافق بين الشرع وبين الخلق :
حسبما تلقى الطلاب في التعليم بالمدارس ، التعليم العلماني ، أن هذا الكون بدأ بكوكب برد في عصور فيزيولوجية معينة ، ثم أصبح هناك نباتات عملاقة ، والأصح من ذلك أن الأرض مصممة تصميماً مركزاً بحجمها ، وهوائها ، ومائها ، وبحارها ، ويابستها ، وحيواناتها ، وأطيارها ، وأسماكها ، ونباتاتها ، وحرارتها ، ودورتها ، وليلها ونهارها ، لتكون كوكباً ينعم به الإنسان .
﴿ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴾
أنت تقول أن هذا المحار في البحار ، يبدو أن هذا الحيوان البحري إن شعر بجسم غريب يفرز عليه مادة كلسية فوسفورية فتصبح لؤلؤة ، أنت ما الذي تفهمه كفكر علماني ؟ أنت تفهم أن الإنسان وجد لآلئ فاستخدمها كزينة ، والحق عكس ذلك ، هذه اللآلئ خلقت خصيصاً لتكون زينة :﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾
أي مصممة في الأصل لتكون حلية ، الإنسان الشارد يتوهم أن هذه خلقت هكذا ، والإنسان استخدمها حلية ، بل هي مصممة لتكون حلية :﴿ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴾
يوجد موضوع آخر :﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴾
الذي يسكن في بيت في طابق مرتفع ومكشوف الأفق أمامه يلاحظ عبر السنوات أن الشمس تشرق في الصيف في مكان ، في أقصى مكان ، وفي الشتاء في أقصى مكان ، فأقصى نقطة تشرق منها الشمس إلى الشمال مشرق ، وأقصى نقطة تشرق منها الشمس إلى الجنوب مشرق ثاني ، وكل يوم تنتقل الشمس درجة .كل المخلوقات تسأل الله الرزق :
إذاً يوجد في القرآن :
﴿ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ﴾
كل يوم في مكان ، ويوجد :﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴾
النهايتان الدنيا والعليا ، ويوجد :﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ﴾
أي الجهة ، الآن الأرض بكل ثانية في شروق ، لأنها تدور ، بكل ثانية على الإطلاق يوجد شروق ، وبكل ثانية يوجد غروب ، هذا معنى :﴿ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ﴾
الآن هذه البحار الشاسعة هي طرقات ولكن معبدة جاهزة ، أي موضوع نقل البضائع والحاجات والأغذية والثروات عبر البحار شيء لا يصدق ، الباخرة الآن تحمل مليون طن ، ينتقل البترول ، والقمح ، والشاي ، والسلاح ، والمعدات ، كلها في هذه البحار ، هذه الجواري المنشآت في البحر كالأعلام لولا قوة الدفع ، لولا قانون أرخميدس ، الذي اكتشفه أرخميدس ، والذي خلقه الله عز وجل ، تماسك ذرات الماء ، لولا وجود التماسك لما وجدت الملاحة البحرية إطلاقاً ، هذه القارات أصبحت منعزلة عن بعضها ، أما بالملاحة البحرية أصبح للبحار همزات وصل ، وكل شيء في العالم ينتقل من مكان إلى مكان :﴿ وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾
ثم يقول الله عز وجل : هذا سؤال لسان الحارث ، إنسان يستيقظ عطشاناً يريد أن يشرب ، يفتح البراد ويأخذ القارورة ، وعندما استيقظ من نومه بعطش شديد كأنه سأل الله الماء ، يوجد عنده ماء ، طفل يأكل ، طفل رضيع يحتاج إلى رضاعة ، كل مخلوق القطة لابد من أن تأكل :﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾
كل مخلوق على الإطلاق ، الحشرات ، الفيروسات ، كلها مخلوقات تبحث عن رزقها ، تسأل الله رزقها ، لذلك الشرك كما قال سيدنا علي : الشرك أخفى من دبيب النملة السوداء ، على الصخرة السوداء ، في الليلة الظلماء .مراتب الجنة :
قال تعالى :
﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾
أي مع المؤمن شأنه الإكرام ، مع الفاسق شأنه التأديب ، مع المبذر شأنه الإفقار ، مع المتكبر شأنه الإذلال ، مع المستقيم شأنه النصر ، كل وضع لك لله شأن يقابله .﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾
وعندما اكتُشف نجم بعده عنا ثلاثة آلاف سنة ضوئية اسمه عين القط ، الصورة وردت بكل ما في هذه الكلمة من معنى ، فإذا انشقت السماء كانت وردة كالدهان ، أوراق حمراء ، وكأس أزرق ، ووريقات خضراء ، هي مجرة انفجرت فكانت هذه الوردة .﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾
جنة في الدنيا وجنة في الآخرة ، جنة الدنيا جنة القرب ، وفي الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة . الآن مراتب الجنة : المستوى الأول قال :﴿ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ﴾
المستوى الثاني :﴿ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ﴾
يوجد نضح ونضخ ، الأولى تجريان ، الذي عنده بئر ماء ليس كالذي عنده ساقية جارية ، هذه أجمل . المستوى الأول :﴿ فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ ﴾
﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾
يوجد مستويان في الجنة :﴿ وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ﴾
فهذه الجنة فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .الجمع بين صفات القوة والكمال في الله عز وجل :
آخر آية :
﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾
أنت بحياتك اليومية يوجد شخص تعظّمه ولا تحبه ، يقول لك : عندنا شخص في الجامعة علمه قوي جداً لكنه لئيم ، تعظمه ولا تحبه ، ولك أم بسيطة جداً وتفكيرها بسيط ليست متعلمة لكنها تحبك محبة ملفتة ، وأنت تحبها بنفس القدر ، لكنك لا تستطيع أن تسألها بقضية معقدة أو علمية أو قضية مثل ما وراء انسحاب اليهود من جنوب لبنان ، إنها لا تفهم في هذه الأمور ، فهذه طيبة محبة لكن ليس لديها العلم ، فأنت تحبها ولا تعظمها ، لكن قلما تجد إنساناً بقدر ما تعظمه تحبه ، متفهم جداً وطيب ، هاتان الصفتان متكاملتان ، أما ولله المثل الأعلى ، الله عز وجل ذكر في هذه الآية :﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾
يوجد عظمة وكمال لا نهاية لهما ، مع العظمة رحمة ، ومع القوة لطف ، ومع الجبروت ودّ .﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾
الذين أكرمهم الله بالعمرة أو الحج ، معاني الجلال يراها في مكة ، معاني الجمال يراها في المدينة ، جو مكة جو إجلال ، لذلك كل الآيات التي تتحدث عن الله عز وجل تهز مشاعرك في مكة ، أما الآيات التي تتحدث عن رسول الله تهز مشاعرك في المدينة ، هنا جمال وهنا جلال ، فعندما يقول خالقنا وربنا وإلهنا صاحب جلال وصاحب كمال ، له الملك قوي ، وله الحمد كامل ، قد تقر أن الأمر بيد فلان ، لكنه لا يفيدك ، و فلان بسيط لا يفعل شيئاً ، إما كامل وضعيف ، أو قوي ولئيم ، أما ربنا له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ، هذا الجمع بين صفات القوة والكمال في الله عز وجل .﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾